الموسوعة الطبيةA4

..............................................................................................
................................................................................................................
الموسوعة الطبيةA4
.................................................................................................................
..................................................................................................................

.......................................................................................................................
مدخل: التغيرات الكيميائية والحيو كيميائية
تختلف التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية عن التغيرات الفيزيائية، فبينما تتركز التغيرات الفيزيائية على
التغير في حالة المادة من حيث الشكل والمظهر الخارجي، فإن التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية تشمل
تغيرات أساسية في تركيب المواد وتكوينها الداخلي. أي إن هذه التغيرات تنتج عنها مادة جديدة أو أكثر
لها صفات مختلفة. وتختلف المواد الناتجة عن تغير كيميائي أو حيوكيميائي عن المواد الأصلية في خصائصها
الفيزيائية أيضا كالشكل والملمس.
وبينما تكون أغلب التغيرات الفيزيائية عكوسة، فإن أغلب التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية غير
عكوسة, وسندرس فيما يلي بعض الأمثلة عن التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية بغية توضيح بعض
خصائصها ومفاهيمها .
************************************************************************************************

************************************************************************************************
************************************************************************************************
أولا: التغيرات الكيميائية:
************************************************************************************************
************************************************************************************************

************************************************************************************************
*قال تعالىالذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون).
نستخدم الاحتراق في حياتنا اليومية في كثير من الأمور منها الطهي والتدفئة، وتوليد الكهرباء.. وغيرها.
...............................................................................................................................

...............................................................................................................................
*اتضاحات:
ويتضح من هذه المعادلة أن الأكسجين والمادة الهيدروكربونية تفاعلا معاً في ظروف معينة (الاشتعال)
وتكوّن نتيجة لهذا التفاعل مركبات ومواد جديدة ، وانطلقت طاقة حرارية.
ويمكن الاستنتاج من النشاط السابق ومن البحث الذي تلاه أن عملية الاحتراق تتطلب وجود غاز
الأكسجين لحدوثها. ولكي تبدأ عملية الاحتراق وتستمر، لا بد من وجود العوامل الثلاثة التالية :
أ/ مادة قابلة للاشتعال كالورق أو الشمع.
ب/ الأكسجين.
ج / درجة حرارة مناسبة.
..............................................................................................................................

..............................................................................................................................
*نصائح:
وتشكل النار أحياناً مصدراً للخطر يمكن أن يؤدي إلى
الدمار والهلاك ، ولكن يمكن تجنب الكثيرمن الحرائق بقليل من الحذر، وباتباع الإرشادات التالية :
1 - التأكد من إطفاء عود الثقاب بعد استعماله.
2 - إطفاء أعقاب السجائر وعدم رميها قرب مواد
سريعة الاشتعال.
3 - عدم إشعال الغاز في البيت إذا كانت هناك دلائل تشير إلى تسربه إلا بعد التهوية، والتأكد من
وقف التسرب.
4 - عدم وضع مواد سريعة الاشتعال قرب مواد مشتعلة.
......................................................................................................................................

......................................................................................................................................
*على ماذا نعتمد في إطفاء حريق؟
ونعتمد في إطفاء الحريق على إزالة عامل أو أكثر من العوامل الثلاثة الضرورية لعملية الاحتراق،
والتي تعرف بعناصر الحريق أو مثلث الحريق، فإذا اشتعلت ثياب شخص ما، يمكن
عزله عن الأكسجين وذلك أن نلفه بغطاء صوفي. وعندما نرش الماء على المادة المحترقة بهدف إطفائها
فإننا غالباً نخفض درجة الحرارة، بحيث تصبح أقل من درجةحرارة اشتعال تلك المادة، وعندما
نبعد المواد التي لم تحترق بعدعن مكان الحريق فإننا نزيل مادة الاحتراق.
.....................................................................................................................................

.....................................................................................................................................
*أمثلة عى التغيرات الكيميائية:
1- الحريق مثال(كإحتراق الشمعة)
2- صدأ الحديد المعادلة (حديد+أكسجين +الرطوبة (ينتج) صدأ حديد).
3- تفاعل حمض الكلور مع شريط الماغنسيوم.
4- تفاعل حمض مع قشرة البيض.
...................................................................................................................................

...................................................................................................................................
*مميزات التغيرات الكيميائية:
1 - ينتج عن التغيرات الكيميائية مواد جديدة ذات خصائص مختلفة عن المواد الأصلية.
2 - هناك تغير في الطاقة الحرارية، إما ملحوظاً كما يحدث في عملية احتراق قطعة من الخشب، وإما غير
ملحوظ بصورة واضحة كما يحدث عندما يصدأ الحديد.
3 - يرافق بعض التغيرات الكيميائية ظواهر مثل انطلاق غاز، أو تكون راسب، أو تغير في لون المواد.
وليس بالضرورة أن تحصل كل ظاهرة بمفردها.
...................................................................................................................................

...................................................................................................................................
* نصائح وإسعافات:
1- معالجة الحروق البسيطة
لإسعاف ال شخ ص الم صاب بالحروق البسيطة
نتبع التالي :
1/ نضع الجزء المصاب تحت جريان ماء بارد خفيف أو نغطسه في ماء بارد لمدة لا تقل
عن 10 دقائق ولمدة أطول إذا استمر الألم.
2/ ننزع بلطف الخواتم أو الساعات أو أي ملابس ضيقة من المنطقة المصابة قبل أن
تبدأ بالتورم.
3/ نضمد المنطقة بقطعة قماش نظيف.
4/ ننقل المصاب لأقرب مستشفى أو مركز صحي.

2- إذا كنا نستخدم مواد كيمائية، فيجب أن :
1/ نغسل أيدينا بعد إجراء التجارب.
2/ لا نحاول أبداً أن نتذوق المواد الكيميائية.
3/ نحذر من أن تلامس تلك المواد أيدينا، أو عيوننا.

************************************************************************************************

************************************************************************************************
************************************************************************************************
ثانيا: التغيرات الحيوكيميائية:
************************************************************************************************
************************************************************************************************

************************************************************************************************
تحدث داخل الأجسام الحية وخارجها تغيرات كيميائية عديدة. ومن أمثلة التغيرات التي تحصل داخل
الأجسام الحية : التنفس، والهضم، والبناء الضوئي، وتعفن الخبز والفاكهة، وفساد الأطعمة، وتحمض
الحليب.
إن جميع هذه التغيرات تسمى تغيرات حيوكيميائية. فكيف تحدث هذه التغيرات؟ وما هي أهم مزاياها
؟ ولماذا نسميها بالتغيرات الحيوكيميائية ؟
سندرس فيما يلي بعض الأمثلة عن التغيرات الحيوكيميائية التي يمكن ملاحظتها بالتجارب. وسنتتبع
الظروف الملائمة لحدوث هذه التغيرات، ونحاول أن نعطي شرحاً وتفسيراً مبسطاً لها.
...................................................................................................................................

..................................................................................................................................
*أمثلة على التغيرات الحيو كيميائية:

1- فساد الطعام
إن من الظواهر التي يتكرر حدوثها - وخصوصاً في المناطق الحارة الرطبة - ظاهرة فساد الطعام عندما
يترك في مكان دافئ رطب. وتسبب الأطعمة الفاسدة الكثير من الألم لمن يتناولها، وقد تؤدي إلى حدوث
التسمم في بعض الحالات، ويحتاج الفرد إسعافاً طبياً عاجلاً للتخلص من تأثير الطعام الفاسد على الجسم،
وخصوصاً على الجهاز الهضمي. ومن المهم أن نعرف العوامل التي تساعد على فساد الطعام، وكيفية إبطاء
هذه العملية ليصبح بالإمكان حفظ الطعام جيداً لفترة أطول.

2- لاشك فيه أننا لاحظنا الدم وهو ينزف من جرح ما. فما هي حالة
الدم وهو ينزف؟ هل هو سائل أم صلب؟ عندما نصاب بجرح ما نقوم
بتطهير الجرح بقطعة من القطن المبلول بغَول الإيثانول، أوصبغة اليود.
وبعد فترة وجيزة نرى أن النزف قد توقف.
هل لاحظتم القشرة الصلبة التي تتكون على الجرح؟ .........
هل لاحظتم لونها بعد توقف النزف؟ ..........................
كيف يتغير لونها عندما يلتئم الجرح؟ ...........................
هل لاحظتم سطحها الداخلي الملاصق للجلد بعد أن تسقط؟ ......................................
أي تغير حصل للدم فَحَوَّلَهُ من مادة سائلة إلى صلبة ؟ وما هي فائدة هذا التحول ؟ وما هي صفته
المميزة ؟ .............................................................................................

نجب عن هذه الأسئلة بكثير من التبسيط:
إن تحول الدم من مادة سائلة إلى مادة صلبة يسمى التخثر. وقد استطاع العلماء إثبات أن بلازما الدم،
وهي الجزء السائل المائي من الدم، تحتوي على نوع من البروتين الشفاف ذائب في ماء البلازما. ويتحول
هذا البروتين بفعل خمائر أنزيمات إلى بروتين آخر صلب لا يسمح بانتشار الأجسام الدقيقة كالبكتيريا
عبره.
وهكذا يتم التئام الجرح بفعل هذا التخثر، مما يعطي الجسم فائدتين : أولاهما : وقف نزف الدم،
وثانيتهما: منع تسرب الجراثيم إلى داخل الجسم، خصوصاً إذا تم تطهير الجرح بطريقة مناسبة.
إن التغير الحاصل عند تخثر الدم، هو تغير حيوكيميائي إذ إنه لا يحصل إلا في الجسم الحي وبفعل الخمائر
التي تنتجها الأجسام الحية فقط.
.......................................................................................................................................

.......................................................................................................................................
*تفسير حدوث التغيرات الحيوكيميائية:

لعلنا لاحظنا من النشاطات السابقة ومن خبراتنا اليومية أمثلة عن التغيرات التي تحدث للمواد النباتية
والحيوانية، وبخاصة الأطعمة والمشروبات. وتحدث هذه
التغيرات بسبب وجود مخلوقات حية دقيقة منتشرة حولنا،
من أهمها البكتيريا والفطريات. فعندما تتوافر الظروف
المناسبة، مثل درجة حرارة مناسبة ورطوبة
عالية، فإن هذه المخلوقات الدقيقة تنمو وتتكاثر في فترة
قصيرة، وأثناء ذلك فإنها تتغذى على المواد النباتية أو
الحيوانية التي تنمو عليها.
وتفرز هذه المخلوقات الدقيقة أنواعاً مختلفة من الخمائر
التي تساعد على تحلل المواد النباتية والحيوانية، وتغير تركيبها الكيميائي، ويتبع هذا التغير في التركيب
الكيميائي تغير في خصائص المظهر والملمس والطعم والرائحة. وبما أن المخلوقات الحية الدقيقة هي التي
تتسبب في التغير الكيميائي، فإن التغير في هذه الحالة يسمى تغيراً حيوكيميائياً. وينتج عن هذا النوع من
التغير أحياناً التسمم عند تناول الأطعمة الفاسدة.
وتفرز خلايا الجسم أنواعاً عديدة من الخمائر التي تتحكم في التغيرات الحيوكيميائية. فمنها ما يخثر
الدم كما رأينا، ومنها الخمائر التي تتحكم في تغيرات عديدة كهضم الأغذية في الجهاز الهضمي، أو حرقها
تدريجياً، كما هي الحال في عملية التنفس.
...........................................................................................................................................

...........................................................................................................................................
*حفظ الأطعمة:

كيف يمكننا التحكم في سرعة فساد المواد النباتية والحيوانية وتعفنها، وفي حفظ
الأطعمة صالحة لمدة أطول ؟
لاحظ الإنسان من خبراته اليومية على مدى الزمن أن الأطعمة الجافة كالتمر، والحبوب، والفواكه
الجافة تظل دون تعفن أو فساد لمدة طويلة. وكذلك لاحظ أن الأطعمة النباتية والحيوانية التي تتعرض
للحرارة أو البرودة الشديدة، أو لدرجة عالية من الملوحة تظل صالحة للأكل لمدة أطول. فيمكن لسكان
المناطق الحارة الجافة الاحتفاظ بالخبز أو اللحوم المجففة لمدة طويلة، وكذلك فإن سكان القطب الشمالي
يختزنون اللحوم في الجليد لعدة أشهر، كما يمكن الاحتفاظ ببعض الأطعمة كالجبن والسمك لفترات
أطول إذا أضيفت إليها كميات وافرة من الملح.
وقد استنتج العلماء بعد ملاحظاتهم وتحليلهم لخبرات الأولين،
وبعد اكتشافهم للمخلوقات الدقيقة الموجودة في الجو البكتيريا
والفطريات ، وبعد إجراء التجارب على ظروف معيشة هذه
المخلوقات ونموها، أن التحكم في سرعة فساد الأطعمة أو تعفنها
يتطلب التحكم في درجة نمو هذه المخلوقات الدقيقة وسرعته، وفي
التحكم بوجودها. فهناك درجات حرارة مرتفعة نسبياً ورطوبة تنمو
فيها هذه المخلوقات وتتكاثر بسرعة.وإذا أمكن التحكم في واحد
أو أكثر من هذه العوامل، أمكن التحكم في سرعة فساد الطعام أو
تعفنه، ومن أهم العوامل التي تستخدمها التقنية الحديثة لحفظ الأطعمة لمدة طويلة عملية التعقيم التي
تقتل المخلوقات الدقيقة عن طريق الغليان والتبخر، وتضمن عدم
تعرض الطعام لهذه المخلوقات الدقيقة ثانية عن طريق التعليب في
جو معقم.
ويمكننا بسهولة مقارنة سرعة تحمض كميتين متساويتين من
الحليب الطازج، وضعت كلاً منهما في كوب نظيف، إحداهما في
مكان دافئ، والأخرى في ثلاجة.
إذا لم نحتفظ بالحليب في الثلاجة، أي إذا أبقيناه في درجة حرارة
مرتفعة نسبياً، فإنه يحمض ويمكن التعرف على الحليب المحمض
من التغيرات التي تطرأ عليه من حيث المظهر، الملمس، الرائحة،
والتجانس، وأحياناً لا نعرف أن الحليب قد تحمض إلا بعد تذوقه.
ويعود تحمض الحليب إلى وجود مخلوقات حية دقيقة كالبكتيريا تنمو وتتكاثر بسرعة في درجة الحرارة العالية
نسبياً، وبالنتيجة تفرز خمائر تفسد الحليب. وهنا أيضاً نلاحظ أن تغيرات كيميائية حدثت بفعل خمائر تفرزها
مخلوقات حية، ولذا نعتبرها تغيرات حيوكيميائية.
وهناك طريقة أخرى لمقاومة تكاثر المخلوقات
الدقيقة، وهي تخفيض درجة الحرارة. فكما نعرف يمكن
حفظ الأطعمة لمدد طويلة عن طريق تبريدها لدرجات
حرارة متدنية، أو تجميدها.
.......................................................................................................................................

.......................................................................................................................................
*التجفيف وتعفن التمر :

نحن نعرف أن الخبز يتعفن إذا وجد في مكان رطب ودافئ لفترة من الزمن، والتعفن المتكون هو نوع
من المخلوقات الحية التي تسمى الفطريات. وفي ظروف تتوافر فيها الرطوبة ودرجة الحرارة المناسبة، تنمو
معظم هذه الفطريات على كثير من المواد النباتية والحيوانية عندما تترك لبضعة أيام.
هل لاحظتم تكوُّن مثل هذه المادة على بعض الأطعمة التي تترك في المنزل ؟
لقد اكتشف ظاهرة بعض الفطريات العالم الكسندر فلمنج
أثناء إجراء بعض تجاربه، وأمكنه باستخدام نوع من الفطريات
أن يستخلص البنسلين الذي يستعمل الآن على نطاق واسع في
الوقاية والعلاج من كثير من الأمراض التي تسببها البكتيريا
الضارة والجراثيم والميكروبات. وقد اعترف العلم والطب بقيمة
هذا الاكتشاف، ومنح العالم فلمنج جائزة نوبل لدقة ملاحظته
وأهمية اكتشافه، لما للبنسلين من فوائد متعددة
.............................................................................................................................

.............................................................................................................................
*فوائد التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية:

وقد رأينا مما تقدم أن حدوث التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية يتطلب وجود ظروف ملائمة. ويستفيد
الإنسان من حدوث التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية، فبعض التغيرات والتفاعلات الكيميائية تستخدم
في إنتاج الكثير من المواد الجديدة التي يحتاج إليها الإنسان، كما تستخدم في صناعة الأدوية، وحفظ الأغذية
. . .إلخ. وبعض أنواع التغيرات الحيوكيميائية أساسية وضرورية.
فالتغيرات التي تحدثها أنواع معينة من البكتيريا بكتيريا التربة تساعد على إصلاح التربة وجودة
إنتاجها، وهناك تغيرات تحدثها أنواع أخرى من البكتيريا بكتيريا النفط تساعد على تحويل المواد العضوية
من نباتية وحيوانية في ظروف معينة إلى مادة البترول تحت سطح الأرض.
ولعل من أهم أنواع البكتيريا تلك التي في جسم الإنسان والحيوان، ولها دور هام في هضم الطعام
وتحليله، وفي تكوين فيتامينات معينة وكيميائيات أخرى ضرورية لسلامة الجسم ونموه، وتعتبر أمثلة
للتغيرات الحيوكيميائية المتنوعة والمستمرة .
..............................................................................................................................

..............................................................................................................................
*مميزات التغيرات الحيوكيميائية:

نلاحظ مما سبق أن التغيرات الحيوكيميائية هي تغيرات تنتج عنها مواد جديدة ذات خصائص جديدة،
فهي بذلك تشبه التغيرات الكيميائية ، إلا أنها تتميز بثلاث خصائص :
1 - تتحكم بهذه التغيرات خمائر تفرزها المخلوقات الحية.
2 - إن هذه التغيرات أكثر تعقيداً من التغيرات الكيميائية.
3 - إنها لا تحصل بالسرعة نفسها التي تحصل فيها التغيرات الكيميائية، فالتغيرات الحيوكيميائية بطيئة
نسبياً، ولها خصائص أخرى لا مجال لذكرها هنا. وقد لاحظنا أن بعض التغيرات الحيوكيميائية ضار
كتلك التي ينتج عنها فساد الطعام وتعفن الخبز والفاكهة، وبعضها الآخر مفيد كتحول الحليب إلى
لبن أو إلى جبن. وتجدر الإشارة إلى أن مجمل العمليات التي تحصل داخل الأجسام الحية كالتنفس،
والهضم، وبناء المواد الحية الجديدة هي تغيرات حيوكيميائية.
يمكننا إجراء النشاط التالي بمشاهدة بعض الظواهر المرتبطة بالنمو، وهي عملية إطلاق الطاقة
أثناء التنفس.
................................................................................................................................

................................................................................................................................
إسعافات ونصائح:
1-يتسمم الإنسان إذا تناول الأغذية الفاسدة مثل : اللحوم، والجبن الفاسد، حيث تبدو على
المتسمم بعض الأعراض كالقيء، والإسهال، وآلام في البطن ويمكن إسعافه كالتالي :
1 يعطى المصاب ماءً فاتراً مذاباً فيه قليل من ملح الطعام ليشربه، وتكرر تلك العملية
كل خم س دقائق تقريباً حتى يتقي أو يطرد الأغذية الفاسدة من معدته.
2 إذا كان المتسمم فاقداً للوعي ينقل بسرعة إلى المستشفى.

************************************************************************************************

************************************************************************************************
************************************************************************************************
ثالثا: تكامل ظاهرة التغير:
************************************************************************************************
************************************************************************************************

************************************************************************************************
درسنا في الفصول السابقة من هذه الوحدة صوراً متعددة للتغيرات التي نشاهدها في الطبيعة، وبصورة
خاصة التغيرات الفيزيائية، والحيوية، والكيميائية، والحيوكيميائية. وهناك تغيرات فلكية، وهي ما يحدث
في هذا الكون الواسع من تغيرات كتعاقب الليل والنهار، واختلاف فصول السنة، كما أن هناك تغيرات
جيولوجية وهي التي تحدث على سطح الأرض، وتغير من معالمها. ومن هذه التغيرات ما يكون سريع
الحدوث كبعض التغيرات الفيزيائية والكيميائية، ومنها ما يحدث خلال فترة محدودة كنمو نبات أو حيوان
صغير مع الزمن، ومنها ما يستغرق وقتاً طويلاً كالتغيرات الفلكية والكونية.
ورغم أن لكل من هذه التغيرات صفات وخصائص وشروطاً معينة تميز بعضها عن بعض، فإن عدداً من
هذه التغيرات يتكامل بحيث يؤثر حدوث بعضها في حدوث تغيرات أخرى. كما أن كثيراً من هذه التغيرات
تحدث بسبب وجود عوامل مشتركة أو غيابها، ولهذه العوامل دور هام في حدوث هذه التغيرات.
سندرس فيما يلي عدداً من الأمثلة التي توضح العلاقات بين التغيرات المختلفة، وارتباطها بعضها
ببعض، كما سنستعرض بعض الأمثلة التي تبرز عوامل التغير التي تسبب حدوث بعض هذه التغيرات
واستمرارها وتكاملها.
.................................................................................................................................

.................................................................................................................................
*بعض الأمثلة على تكامل ظاهرة التغير:

1- النمو :
النمو كما درسنا ظاهرة تغير تحدث للمخلوقات الحية النبات
والحيوان. ويرتبط هذا التغير الحيوي بعملية تكوين الغذاء الضروري
للنمو. وعملية تكوين الغذاء داخل أوراق النبات الخضراء هو تغير كيميائي
وحيوكيميائي، تنتج عنه مركبات كيميائية كالنشويات، والسكريات،
والبروتينات. وتعتمد عملية التغير الكيميائي والحيوكيميائي هذه على
توافر عوامل فيزيائية كالماء، وضوء الشمس. ويتوافر الماء عن طريق دورة
الماء في الطبيعةوهذا تغير فيزيائي. أما ضوء الشمس فيتوافر نتيجة تغير
فلكي. فالنمو كظاهرة تغير مرتبط بصور متعددة من التغيرات ولذا فهو
عملية متكاملة .

2- التحلل :
تبدأ ظاهرة التحلل كعملية تغير حيوكيميائية نتيجة لوجود المخلوقات
الدقيقة البكتيريا والفطرياتفي الجو. وتؤثر هذه المخلوقات الحيوية
الدقيقة على المواد النباتية والحيوانية، وتحدث فيها تغيرات كيميائية إذا
توافرت العوامل الفيزيائية المناسبة كالحرارة، والرطوبة. وتؤدي التغيرات
الكيميائية التي تحدث للمواد العضوية إلى تغير في المظهر والشكل
والرائحة والطعم. وعندما تستمر عملية التحلل الفساد أو التعفن
تتحول المواد العضوية إلى مواد أخرى تعود إلى التربة أو الهواء، حيث
تستخدم ثانية في عملية نمو النبات وتغذيته. ويتكرر تعاقب ظاهرتي
النمو والتحلل، وكلُّ منهما عملية تغير، وتتكامل كل منهما مع الأخرى
في الاحتفاظ بالمواد الفيزيائية، والكيميائية والحيوية الموجودة في الطبيعة.

3- الطقس :
التغيرات التي تحدث في الطقس كالحرارة والبرودة، وتكون
الرياح والأعاصير، وسقوط الأمطار هي تغيرات فلكية أي
فيزيائية ترتبط بحركة الأجسام الفلكية وقوى الجاذبية الموجودة
بينها. وهي ترتبط أيضا بمدى قرب هذه الأجسام أو بعدها عن
بعضها وعن الشمس. وتؤدي التغيرات التي تحدث في الطقس إلى
إحداث الكثير من التغيرات على سطح الأرض. فسقوط الأمطار
بغزارة يساعد على تكوين الأنهار والبحيرات تغير فيزيائي -
جيولوجي، ويساعد توافر الأمطار على نمو النباتات والمحاصيل
تغير حيوي- فيزيائي - كيميائي. ووجود النباتات أو غيابها
من منطقة ما يؤثر في نوعية التربة تغير فيزيائي - جيولوجي
- كيميائي، ونوعية التربة تؤثر في إمكانية نمو النبات والحيوان
أو عدم نموهما تغيرات حيوية - كيميائية - فيزيائية.
توضح الأمثلة السابقة للتغير مدى تشابك الصور المتعددة للتغير وتكاملها واعتمادها بعضها على بعض
ومدى أهميتها في حدوث الظواهر المختلفة التي نشاهدها على سطح الأرض، والتي تبدو
أحياناً منفصلة ومتباعدة، وإن كانت في جوهرها متصلة ومتشابكة وذات اعتماد متبادل بعضها مع بعض
في كثير من الأحيان.
..........................................................................................................................................

..........................................................................................................................................
*عوامل التغير في الطبيعة:

يتطلب حدوث التغيرات المتعددة وجود عوامل تساعد أو تسبب حدوث هذه التغيرات. وربما
استخلصنا من دراستنا السابقة بعض هذه العوامل.
هل نستطيع ذكر بعض هذه العوامل؟
بالإمكان حصر عوامل التغير بعاملين أساسيين يتفاعلان باستمرار
هما : المادة والطاقة. والعوامل المادية تشمل الماء، غاز ثاني أكسيد
الكربون، الأكسجين، والأملاح. أما الطاقة فهي إما شمسية ضوء
وحرارة وإما جوفية كالطاقة المختزنة في باطن
الأرض. ومن البديهي أن التغيرات المختلفة تحصل خلال فترات
زمنية، أي أنها مرتبطة بالزمن. وسنوضح فيما يلي بعض الأمثلة عن هذه
العوامل، وتأثيراتها، وعلاقاتها ببعض ظواهر التغير التي نلاحظها.

1- الماء :
للماء دور هام وأساسي في حدوث التغيرات المتعددة على سطح
الأرض، فوجود الماء بكميات كبيرة وإمكان تحوله
من الحالة الجامدة إلى السائلة إلى الغازية بتأثير الحرارة يعطي الماء دوره
في إحداث التغيرات الفيزيائية الطقس، والجيولوجية التغير في
طبيعة التربة والحيوية نمو النبات والحيوان، والكيميائية حدوث
التغيرات الكيميائية التي تؤدي إلى تكوين الغذاء أو تحلله.
ولعلنا لاحظنا من الفصول السابقة أن الصدأ لا يحدث إلا بتوافر
الرطوبة أو الماء كأحد العوامل الضرورية. والحبوب لا تنبت إلا إذا
توافرت الرطوبة أو الماء كعامل أساس ، كما أن إرادة
الله اقتضت أن لاتتكون الغيوم والسحب وأن لا تتساقط الأمطار
إلا بوجود الماء.

2- الطاقة :
تأخذ الطاقة صوراً مختلفة، فالحرارة هي إحدى صور الطاقة التي تؤثر في حدوث الكثير من التغيرات،
والضوء صورة أخرى من صور الطاقة. وطاقة الضوء أساسية لحدوث عملية البناء الضوئي في النباتات،
وتكوين الغذاء في أوراقها، وهذا التغير حيوكيميائي وطاقة الضوء تؤثر في إحداث تغيرات كيميائية، كما
يحدث في عملية التصوير، حيث يتعرض الفيلم للضوء بدرجات مختلفة، فيتأثر ويتفاعل كيميائياً نتيجة
للطاقة الضوئية. والطاقة الحركية هي إحدى صور الطاقة، وتتمثل في حركة الرياح التي تغير أحياناً من
معالم سطح الأرض تغير فيزيائي - جيولوجي، وحركة الأجسام الفلكية وما ينشأ عنها من تغيرات هي
نتيجة لطاقة حركية ، وكما ذكرنا سابقًا فإن هذه التغيرات الفلكية ترتبط بحدوث الكثير
من التغيرات الأخرى.

3- الحرارة :
مع أن الحرارة هي إحدى صور الطاقة، إلا أننا سنبحثها كعامل تغير مستقل، نظراً لدورها الكبير في
عمليات مختلفة من التغير. فالحرارة هي أحد العوامل الهامة التي تدخل وتساعد على حدوث الكثير من
التغيرات، ولها دور أساس في تحولات المادة من صورة إلى أخرى الجليد إلى ماء، والماء إلى بخار عند
التسخين، والبخار إلى ماء عند التبريد. والحرارة المناسبة ضرورية لحدوث التغيرات
الكيميائية والحيوكيميائية احتراق الشمعة وتعفن الخبز أو الفاكهة.
وتتأثر النباتات والحيوانات في نموها تغير حيوي وحيوكيميائي - فيزيائي بوجود درجة الحرارة
المناسبة. وتنمو النباتات والحيوانات المختلفة في مناطق وبيئات متعددة على سطح الأرض إذا توافرت لها
درجة الحرارة الملائمة ، وكثير منها لا يستطيع النمو أو الحياة في درجات من الحرارة تختلف
كثيرا عما هي عليه في بيئاتها الأصلية .
......................................................................................................................................

......................................................................................................................................
*الزمن وعوامل التغير في الطبيعة*

التغير ظاهرة من ظواهر الطبيعة تحدث بأمر الله تعالى باستمرار،
لذا يُعدُّ الزمن أحد العوامل التي ترتبط بظاهرة التغير ارتباطاً
مباشراً وضمنياً. فنمو النبات مثلاً هو تغير في طوله، أو حجمه،
أو تركيبه.. إلخ، مع مرور الزمن وتتطلب عملية لنمو هذه وقتاً
لحدوث التفاعلات الحيوية والكيميائية، وتحول
المواد الناتجة من هذه التفاعلات إلى المادة الحية الخلاي التي ترتبط
بالنمو. وحدوث الصدأ وهو تفاعل كيميائي في المعادن يتطلب
فترة من الزمن، وكذلك التغيرات الفلكية تعاقب الليل والنهار، أو
تتابع الفصول .. . إلخ فإنها تتطلب فترات من الزمن. وفي الواقع
فإن تعريف الإنسان للزمناليوم، الشهر، السنة قد بني على ملاحظة
هذه التغيرات الفلكية وتعاقبها حسب نظام دوري محدد ومنتظم،
يدل على عظمة الخالق عز وجل ودقة صنعه،وتعفن الخبز
أو فساد الطعام تغيرات حيوكيميائية يتطلب فترة من الزمن متى توفرت الظروف
الأخرى من حرارة ورطوبة. وتكوّن الأنهار والبحيرات يتطلب فترات طويلة من الزمن، كما أن تكوُّن
النفط أو الفحم أو الماس تحت سطح الأرض. يتطلب توافر الحرارة والضغط على فترات زمنية طويلة
آلاف السنين لتتحول المواد النباتية والحيوانية المطمورة في باطن الأرض إلى نفط، أوفحم أو الماس.
......................................................................................................................................

......................................................................................................................................
*أمثلة أخرى عن التغير:

أهميتها وعلاقتها بعضها ببعض، إلا أن هناك كثيراً من التغيرات
التي لم نتحدث عنها، وستدرس معظمها في السنوات القادمة،
فتفاوت درجات الحرارة يحدث تغييرات كبيرة في سطح الأرض
كتفتت الصخور وتحولها إلى تراب أو رمال. ومياه السيول والأنهار
تنقل كميات من التربة والحجارة من مكان إلى آخر،
ويمكن ملاحظة الاختلاف في أشكال الحصى المأخوذة من مجرى نهر
، وفي ملمسها إذا ما قورنت بحجارة عادية،
كما أن الرياح تنقل الكثبان الرملية وتغير أشكالها واتجاهاتها مع
الزمن.
وللزلازل والبراكين، وحركة الصفائح دورها
في إحداث تغيرات ملحوظة على سطح الكرة الأرضية، وبالإضافة
إلى العوامل الطبيعية التي تحدث بأمر الله تعالى وتقديره تغييرات على
سطح الأرض، فهناك بعض التغيرات التي يحدثها الإنسان. وبعض
هذه التغيرات نافع، وبعضها ضار. فالعبث بالغابات للحصول على
الخشب، والتلوث الحاصل بطرق مختلفة كالذي تخلفه التجمعات
السكنية الكبيرة في المدن من أوساخ وفضلات تترك
على سطح الأرض ، أو تجد طريقها إلى
البحار بوسيلة أو بأخرى، ودخان المصانع والغازات
المختلفة التي تتصاعد منها، كل هذه تساعد في القضاء
على أنواع كثيرة من الحياة وتهددها على اليابسة وفي
البحار. إلا أن الإنسان يسهم في إحداث تغيرات نافعة،
فإقامة السدود على الأنهار مثلاً، واستصلاح الأراضي،
وتوفير البيئة الملائمة لحفظ أنواع الحياة المختلفة وحمايتها
من الانقراض. والعمل على حصر تلوث البيئة، وردم
السواحل البحرية بهدف إقامة المساكن أو بناء الموانئ
جميعها تغيرات يحدثها الإنسان غالباً للمنفعة العامة.
ويجب أن لا تغيب عن بالنا تلك التغيرات التي تحدث
داخل قشرة الأرض وفي باطنها. فبعضها هام، كالزلازل،
والبراكين التي تحدث داخل قشرة
الأرض، وتتأثر بها معالمها، وسطحها، وما فوقه من أنواع
الحياة المختلفة. وكذلك تحول بعض المواد تحت سطح
الأرض بمساعدة عوامل الضغط والحرارة والزمن هو
نوع من التغير ينتج عنه مواد جديدة كالنفط والفحم،
وهما من أهم مصادر الطاقة التي عرفها الإنسان. كما أن
بعض التغيرات داخل قشرة الأرض تساعد على خزن
المياه الجوفية وتفجير الينابيع.

**************************************************************************************************************

**************************************************************************************************************
**************************************************************************************************************
انتظرونا قريبا في الموسوعة الطبية A5
...................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................