وقـفـت تناشد البحـر ..
أيهما أمـر ؟ ..
مـرور الحياة؟ ~ أو ~ السقوط من على جـسر ؟
هــنـا ,,
إحتـضنها بردٌ رقيق ,,
سهى بأفكارهـا نحـو مـعان ٍ دافئـة ,,
كدفىء بُكاء الشموع من حـولها ,,
عـندمـا يسمح ُ لنا خيالُنا بـتخـيُل هـذا المشهد القصير ..
سـتشـعر بأنك ترى حـوريـه تتـوق العودة إلى الوراء
.. حـيث البحـر ,,!
عـالقـة هـي بين شـغاف الرمـال لـتـقـبيل قدميها ,,
وبين بكاء البحـر على حالـة من دونـها ,,
.. تتـسأل بـصمـت ..
؟! لما الصمت عـلى بـقـع الأمـس؟!
وفي لحظة الصمت تتدافـع أمواج البـحـر ,,
لـتذوب داخـل بحـرنا ~ نـحـن ~
لـنغـرق ..
بلا رغـبـة منا لكـنـ الأمـر ليسـ إلا رغماً عـنا !
بعـينـيها الغارقـة ترى الـبحر قـطـعـة أرض خاويـة ,,
لا تظهر لنا خفاياها علانيـة ,,
لكـنه لون الأمـل الذي يميزيها ,,
يجـذب خطـانا بوهـمـ المرور مخـفياً عـنا ,,
رغـبة السقوط بمجـرد ملامسـة أول قطـرة !
لا يطيل الليل غيابـة في كـل مشـهد فلابـد من التقاط صورة مع الصباح ..
.. هــنا ..
تـقـف بلا أختلافـ يسجـلـه الأفق الذي يرقب لحظـة الأنقلابـ!
لحـظـة تحـليق طيـور القمـر ..
بحثاً عـن حريـة غارقـة في المكان !
ولا أثـر
فلا ترى تلك الطيـور سواء حـرقـة صفراء وغـدر أزرق ونـقطـة . بيـنهـما. بيضاء !
مـرت تفاصـيل الحياة ,,
وهـي مترددة بين المرور مهما كان أو انتظار الطوفان !
كلاهما
سيـجعلناها من النـسـيان ! ,,
لـتقرر أن تـغـير المسار ..
وتـغمـض عـيناها ..
في أمتنان لقـدرة الخيال على جـعل المحال في زاوية الأمكان
. هـنا .
سـقـطت الشموع ,,
وهاجرت أسراب الطيور وأخــتـفت الأرض !
لتـفـتح عيناها أمامـ واقـع آخـر
,, خطيئـة الأستسلامـ ,,
هـنا فقط لم تسمح لخيالها سواء بجـسر متهالك لا يصل بدايـة بنهايـة ..!
هـو فقط وجـد لأجـل قرارهـا !
.ولسوء الحظ النهاية واحـدة ..
..مواجـهة البحر ..
تقف هي على حافة الجسر المتهالك ,,
ممسكة بحبال رغـبـة البقاء تنظـر لأسفل ,,
حيث الموت السهل وبطاقة اليانصيب الخاسرة !
تداعـب الحيرة ملامحها ,,
وتحذرها أنفاسها تهور الـزفـير ,,
لتـقـرر أن تغمض عيناها وتغير المصير ,,
!لكـن وبلا سابق إنذار يسـتحـيل الأمـر ,,
وتعلن نهايـة الاختيار ..
لتـبقي لها حياتها طريقان
حياة متأرجحـة أو الموت بلا شهادة ! ..
صدمـة جـعلتها كـقصاصـة الورق
ضـعـيفـة لا تحمل إلا العجـز قـوة لها!..
فحـياتها لم تعـطها كمـا أخـذت منها..
ولم تـنصف قـلبها الصافي !
لـتجـعلها بـعـد كل هـذا مـستسلمـة !
.. هـنا ..
تـغمض عيناها التي أستطيع تخيل براءتها من الدنيا للمرة الأخـيرة ..
لتعطي نفسها الأذن بالسقوط في أحضان البحر ! ..
تركـت كل شيء
الحبال الجسر والحياة ..
لتهوي مـستسلمـة لخـفـة الرياح وثـقـل الموتـ !
يمتص جسدهـا الماء حـتى يغرقـه
وهـي بألمهـا الهادئ تنتظر دخـول الموت ليخرجها من هـذا المكان ! ..
تـغـيب عن الدنيا وتشرق الشمس عـلى وجهـها من خلال نافـذة المستشفـى ..
تـفـتح عـيناها كما الورد لحـظة الشروق !
تنظر حـولها لتعي أن البحر لمـ يرد غـدراً بها!..
لتتفاجىء بصوت من على يسارها
-الحمـد لله على سلامتك
-الحمد لله .. شكراً لك
-لا شكـر .. المهم هـو عدم فعلك لهذا مره أخرى فـبالكاد نجوتِ
-أعــدك بأن لا أعيدها .. ليسامحني الله ..
- حـسناً سأمـضي , فيجـب أن تأخـذي الوقت الكافي من الراحـة تبعاً لأوامـر الطبيب .
يودعها ويـدير ظهـره مغادراَ
ولكن فوق لسانها سؤال يترنح على شفـتيها لم تستطع إيقاف سقوطـه
- هل ســألــت البــحـــر عـن أحزانـي وآلامـي عن حياتي وسبب ضياعي ؟!
يلتفـت إليها - ألمـ تكتفي و تـنـسي ؟!
-أريـد جواباً .... أكلتني الأحزان ؟
- هـذا جوابـه ياغاليـة:
لتعكسي المفعول يا حوريـة .. ولتعيشي للأبديــة للسـعـادة الأزليـة ! ,,
م/ن
عندما تصبح الهمومـ أقوى من الأمل ..!
وعندما تنشب أظفاراليأس في خلايا الفؤاد ..
قد ترنو الروح الى الانتـــحار في بحر النهـــــــــايهـ..
ليكتنفها الموت ويضمها بدفء شديد ..
ليصبح الموت بلا ألم ..!
لتشعر بدفء الموت !!!!
أعلمـ أن كل هذا خطـأ وأن الحياهـ لايزال فيها متسع من الأمل..
مع شروق الشمس في كل صباح ..!
وقبل كل شي لا يأس من رحمـة اللـه ..
لكنها الأحاسيس التي تأبى أن تفرح ولو لوهله
لكي لاتخون ذكرى الحزن الأبدي ..
حزن اكتنف ايـامنا ولو للحظـات ..
و استوطنها حتى باتت لاتفقهـ معنى الفرح !
في تلك اللحظـات ..
.: برايفـت :.
أهداء لمـن جـعل في قلبي خـطاً أبـيـضاً ,, لذكراه إلى الأبـد